کد مطلب:67817 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:409

راوی الحدیث جابر السوائی











روت مصادر السنیین حدیث الأئمة الإثنی عشر عن عدة رواة. وهم: عبدالله بن مسعود. وأبوجحیفة. وجابر بن سمرة السوائی، وهذا الأخیر أهمهم، لأن الصحاح اعتمدت روایته كما تقدم. وهو جابر بن سمرة بن جنادة. وقد ذكر ابن حجر فی تهذیب التهذیب:35:2 فی نسبه (یُقالیْن): فقال: یقال (ابن عمرو بن جندب بن حجیر ابن رئاب بن حبیب بن سواءة بن عامر بن صعصعة السوائی. ویقال: من قبیلة عامر بن صعصعة.

ویؤید هذا الشك أن الذهبی قال فی ترجمته:187:3 (وهو وأبوه من حلفاء زهرة) انتهی. فولو كان من بنی عامر بن صعصعة، لم یحتج أن یكون حلیفاً لأنهم قرشیون علی السواء مع بنی زهرة!

وسمرة هذا، من الطلقاء. فقد قال فی تهذیب التهذیب:206:4:

(وقرأت بخط الذهبی إنما مات فی ولایة عبدالملك ابنه جابر، وأما سمرة فقدیم. وذكر ابن سعد أنه أسلم عند الفتح، ولم أقف علی من أرخ وفاته غیر من تقدم). انتهی. ویفهم منه أن الذهبی یشك فی أن سمرة قد أسلم، ولذا قال أن ابن سعد ذكر ذلك. ولكن البخاری قال فی التاریخ الكبیر:177:4:

(إن لسمرة هذا صحبة). انتهی.

أما جابر ابنه فهو فرخُ طلیق، فقد كان صغیراً عند فتح مكة، لأنه توفی سنة 76 ولأنه یروی أن النبی صلی الله علیه وآله مسح علی خد الصبیان المصلین فی المدینة بعد الفتح وكان منهم. (سیر أعلام النبلاء:187:3).

ولعل جابر بن سمرة عاش فی كنف خاله سعد بن أبی وقاص فی المدینة، وقد روی أنه اشترك فی فتح المدائن، ثم سكن الكوفة وابتنی بها داراً. (أسد الغابة:254:1) وعلی هذا یكون جابر فی حجة الوداع صبیاً صغیراً أو مراهقاً، ویكون الراوی الوحید المعتمد فی الصحاح لحدیث أئمة هذه الأمة بعد نبیها.. هذا الصبی الطلیق من حلفاء قریش!

فاعجب ما شئت لشیوخ قریش، وكبار الصحابة، حیث لم یكن عندهم ذكاء هذا الصبی الطلیق، واهتمامه بمستقبل الأمة، وأئمتها الربانیین! أو فاعجب للخلافة القرشیة كیف سیطرت علی مصادر الحدیث النبوی عند السنیین، فلم تسمح بتدوین حدیث فی الأئمة الإثنی عشر، الذین بشر بهم رسول رب العالمین صلی الله علیه وآله.. إلا حدیث هذا الصبی!!